Tuesday, April 9, 2013

روجر ألن: النقاد العرب يعانون مشكلة مع الروايات الشعبية

حوار   نسرين البخشونجى    ١٣/ ٥/ ٢٠١٠
روجر ألن مترجم إنجليزى الأصل، هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يعمل أستاذاً بجامعة بنسلفانيا. بدأ الاهتمام بترجمة الأعمال الأدبية المعاصرة عام ١٩٦٠ إذ ترجم العديد منها للغة الإنجليزية مثل رواية «السفينة» لجبرا إبراهيم جبرا، و«النهايات» لعبدالرحمن منيف، و«دنيا زاد» لمى التلمسانى، وترجم «ألن» عدة أعمال لنجيب محفوظ، وكانت المجموعة القصصية «دنيا الله» أول عمل يترجمه لمحفوظ عام ١٩٦٧ كما ترجم له ٥ روايات منها «المرايا». «المصرى اليوم» أجرت معه هذا الحوار..
■ على أى أساس تختار الأعمال التى تترجمها.. وما الآليات التى تعتمدها؟
- يعتمد اختيارى للنصوص التى أترجمها على عدة عوامل، أهمها أن أكون على معرفة شخصية بالكاتب وأتكلم معه ونتفاهم فى ما يخص العمل وأناقش الأفكار.
عموماً كل الروائيين الذين ترجمت لهم قالوا إنهم يثقون بى وأننى أعلم منهم باللغة الإنجليزية، إلا جبرا إبراهيم جبرا الذى يعرف الإنجليزية والأدب الإنجليزى ربما أفضل منى. وترجمت له مع عدنان حيدر رواية «السفينة» التى تعد رواية أصوات «بها عدة شخصيات يتكلمون»، وحينما قرأها جبرا اعترف بأن النص الإنجليزى أفضل من العربى.
■ فى رأيك.. ما أسباب سوء حركة ترجمة الأعمال العربية للغات الأجنبية مقارنة باهتمام العرب بترجمة الأعمال الغربية؟
- أعتقد أن حركة الترجمة من الغرب للعربية بالفعل أقوى بكثير من اهتمام الغرب بترجمة الأعمال العربية بسبب اهتمام العرب بالغرب نتيجة النهضة الحضارية من جانب، ومن جانب آخر عدم اهتمام المتخصصين فى العالم العربى بترشيح الأعمال الجيدة للترجمة، حتى وإن حدث ترشيح عادة ما يكون دون إجماع وهو ما يجعل المترجم فى حيرة ولهذا السبب أقوم بترجمة ما أحبه فقط.
■ وما الاقتراح الذى تقدمة لحل هذه المشكلة؟
- لابد من إنشاء مؤسسة يكون لها دور حقيقى فى عملية الترشيح لترجمة أفضل الأعمال الأدبية بشرط أن يكون هذا الرأى موحداً، لأن الأمر يحتاج إلى جهود مؤسسات وليس أفراد بحيث تكون عملية انتقائية ومنظمة حتى لا تقع المسؤولية بالكامل على المترجم، فهو كفرد يعرف أقطاراً معينة من الوطن العربى وليس كله.
■ إذن أنت ترى أن عملية الترجمة منوطة بالعرب لأنهم يهتمون بترجمة أعمالهم وليس العكس؟
- نعم، على العرب أن يهتموا بعملية الترجمة بأنفسهم ولابد من بذل جهود كافية لهذا الأمر.
■ ألا ترى أن هناك اهتماماً بترجمة أعمال بعض الأدباء المعاصرين مثل علاء الأسوانى؟
- نعم، هناك اهتمام من قبل بعض دور النشر فى هذه المسألة إذ يسعون لترجمة بعض الروايات لكتاب مثل علاء الأسوانى، ورجاء الصانع وأحلام مستغانمى لسبب بسيط هو أن تلك الروايات شعبية تباع بمئات الآلاف من النسخ سواء فى العالم العربى أو فى الدول الغربية.
■ وكيف تقيِّم هذه المبيعات المرتفعة على الرغم من أن كتاباً آخرين مثل رضوى عاشور وإبراهيم الكونى يبيعون بالمئات؟
- هى بالفعل ظاهرة تجعلنى أتساءل عن حال الرواية العربية فهى جنس أدبى لابد أن يتطور، فهل رواية «شيكاغو» لعلاء الأسوانى مثلاً تعد تطوراً لروايات نجيب محفوظ، إلياس خورى، إدورد الخراط وجمال الغيطانى، لا أعرف.
■ ربما لأن رواية «شيكاغو» تدور أحداثها فى أمريكا؟
- ولكن موضوع الرواية الأساسى عن طلبة الدراسات العليا المصريين، وأعتقد أن النظرة التى قدمها علاء الأسوانى فى هذه الرواية كانت سلبية تماماً.
■ رغم هذا النجاح العالمى هناك من يشكك فى القيمة الأدبية للروايات الشعبية؟
- الروايات الشعبية ظاهرة عالمية جديدة وأراها جيدة. لكن هناك مشكلة حقيقية عند النقاد العرب فى مسألة تقييم العمل الأدبى، فأنا مازلت لا أفهم على أى أساس يقيم النقاد تلك الروايات، هل بقيمتها الفنية، كأن تكون نخبوية مثلاً أم بعدد مبيعاتها.
 فعلى سبيل المثال الكاتب دان براون وروايته الأشهر «دافينشى كود» تباع بالملايين على مستوى العالم ومع ذلك ليس هناك مقال نقدى واحد عنها ولكن هذا لا يقلل من نجاحها.
 باختصار هناك حالة نفور بين النقاد العرب والروايات الشعبية لأنهم لا يريدون أن يتقبلوا تطور الرواية وطبيعة ما يقبل عليه القراء.
■ ما رأيك فى أدب الشباب فى مصر؟
- لسوء حظى لم أقرأ أدب الشباب إذ لم تتوفر نسخ من كتبهم لى كمترجم، وهذا يؤكد وجهة نظرى فى مسألة تقييم النصوص التى تصدر إلى المكتبات الجامعية فى الغرب لكى يتسنى للمترجمين الاطلاع عليها وبالتالى يفكرون فى ترجمتها. باختصار أدب الشباب من الأمور المجهولة بالنسبة لى كمترجم.
■ ما آخر مشاريعك فى مجال الترجمة؟
- لدى مشروع لترجمة بعض روايات جورجى زيدان وانتهيت من ترجمة «فتح الأندلس». لكن علىَّ أن أقول إن تكنيك هذه الرواية قديم حيث يفسر الكاتب كل شىء، ويوضح للقارئ آراء كل شخصية، كما لديه بعض التعليقات فيما يخص العقائد والتقاليد. كذلك أنا الآن مهتم جداً بالروايات التاريخية بالإضافة إلى رغبتى فى ترجمة الروايات المغربية.

No comments:

Post a Comment